قال شيخ الإسلام ، قدس الله روحه كما في " مجموع الفتاوى " : (4/300) :
سئل سائل :
بماذا يخاطب الناس يوم البعث ؟ وهل يخاطبهم الله تعالى بلسان العرب ؟ وهل صح أن لسان أهل النار الفارسية ، وأن لسان أهل الجنة العربية ؟!
فأجبته بعد الحمد لله رب العالمين :
لا يعلم بأي لغة يتكلم الناس يومئذ ، ولا بأي لغة يسمعون خطاب الرب جل وعلا ؛ لأن الله تعالى لم يخبرنا بشيء من ذلك ، ولا رسوله عليه الصلاة والسلام .
ولم يصح أن الفارسية لغة الجهنميين ، ولا أن العربية لغة أهل النعيم الأبدي ، ولا نعلم نزاعاً في ذلك بين الصحابة رضي الله عنهم ، بل كلهم يكفون عن ذلك ، لأن الكلام في مثل هذا من فضول القول ، ولا قال الله تعالى لأصحاب الثرى .
ولكن حدث في ذلك خلاف بين المتأخرين .
فقال ناس : يتخاطبون بالعربية .
وقال آخرون : إلا أهل النار فإنهم يجيبون بالفارسية ، وهى لغتهم في النار .
وقال آخرون : يتخاطبون بالسريانية ، لأنها لغة آدم ، وعنها تفرعت اللغات .
وقال آخرون : إلا أهل الجنة فإنهم يتكلمون بالعربية .
وكل هذه الأقوال لا حجة لأربابها ، لا من طريق عقل ولا نقل ، بل هي دعاوى عارية عن الأدلة ، والله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم .