إضافة الخلق إلى غير الله تعالى
الكثير من المسلمين يستعملون كلمة "يخلق" للآدميين ، مثلاً : يقولون : فلان له عقل خلاق . أو أنهم يقولون : إن فلاناً خلق هذا أو ذاك ، حتى إن بعض المسلمين الملتزمين جداً يستعملون هذه الكلمة في كتبهم .
الخالق الوحيد هو الله فهل يمكن أن نستعمل هذه الكلمة للآدميين ؟.
الحمد لله
لا شك أن الله تعالى هو المنفرد بالخلق ، قال
الله تعالى : (هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ
وَالأَرْضِ) فاطر/3 . ولكن ورد إضافة الخلق إلى غير الله تعالى ، كما في قوله
سبحانه : ( فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ) المؤمنون/14 . وفي
الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أن المصورين يقال لهم يوم القيامة: (
أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ ) .
فإضافة الخلق إلى الله تعالى معناها الإيجاد من
العدم ، وهذا هو الذي لا يقدر عليه أحد إلا الله تعالى .
وأما إضافة الخلق إلى البشر فمعناها تحويل الشيء
من صورة إلى صورة .
فإذا أطلق على غير الله أنه يخلق باعتبار أنه
يحول الشيء من صورة إلى أخرى فهذا صحيح ، وأما إذا أطلق على غير الله أنه يخلق
بمعنى أنه يوجد الشيء من العدم فهذا غير جائز . والله تعالى أعلم .
كتاب القول المفيد على كتاب التوحيد للشيخ ابن
عثيمين 1/6 .
وأما قول بعض الناس : إن فلاناً له عقل خلاق .
فإنهم يقصدون بذلك حسن تفكيره ، وقدرته على الابتكار ، والإتيان بالأفكار الجديدة .
وليس في هذا محذور شرعي . وإن كان الأولى التنزه عن مثل هذه الألفاظ التي قد يفهم
منها معنى باطل .
والله أعلم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد .
الشيخ محمد صالح المنجد